2010/07/24

متعة الريشة

من أين يأتي؟ يتسرب ـ هكذا ـ بكل هدوء وخفة ويسكن الجسد، ورغم خفته إلا انه ثقيل جدا.. لا أستطيع أن أحرك يدي لامسك بالكتاب، وان فعلت فلا رغبة في القراءة، وان قرأت فلا متعة فيما اقرأ.. ثقيل جسدي.. ثقيلة خطواتي.. بوجوده تنتفي المتع اليومية البسيطة.. الاستمتاع بملمس كوب الشاي الساخن.. مراقبة شعاع الشمس وهو يتحرك على أرضية الغرفة.. مشاكسة قطة الجارة العجوز.. الإنصات إلى أصوات الحياة، من ضجيج بائع الأنابيب، حتى رنين الهواتف المحمولة في أيدي المارة.. من أين يأتي؟ ولماذا يجعلني راغبا في دق مسمارين في قدمي، أرتبط بالأرض كأعمدة الإنارة، وأظل ـ في وقوفي ـ أحلم بمتعة الريشة، بالخفة، بالضحكة الصغيرة، بالمشي في الهواء.. فمن أين تأتى إذن؟

2010/07/15

وحيدا برفقته

لقد مر الموت بجواري.. فعلها بالأمس.. أحسست به وهو يحاذى خطواتي السريعة، ثم يرافقني لعدة خطوات قليلة، قبل أن يتجاوزني ويمضى.. من الوهلة الأولى أدركت انه هو.. لم يراودني شك في ذلك.. همس هاتف بداخلي: "ومن يكون سواه.. انه هو". في أحد الأفلام الأجنبية، ظهر الموت لفتاة تعانى من مرض عضال، كانت الفتاة جالسة على رمال الشاطئ تراقب الموج، وكان الموت شابا رياضيا خرج من المحيط والماء يقطر من جسده، أخبر الفتاة بالا تخاف، وان الموت مثل عبور باب، نترك خلفنا أناسا نعرفهم إلى أناس آخرين سنتعرف عليهم.. هل هو إذن بتلك السهولة؟ مجرد باب.. باب مثل باب البيت الذي نعبره كل يوم عدة مرات، مجرد خطوة واحدة تفصل بين الداخل والخارج.. بين الموت والحياة.. هل نظر إلى بطرف عينيه؟.. لا أعرف.. كل ما أعرفه تلك الرعشة التي مست قلبي.. الشهقة التي دوى صداها بداخلي، ذلك الخوف الذي سكنني قبل أن يختفي.. كنت اعتقد دوما أنني ـ عندما أقابله ـ سأكون أكثر شجاعة، فلماذا خفت إذن؟.. هل لأنه اختار مكان اللقاء بعناية فائقة.. حيث عتمة خفيفة، وصمت يلف المكان، وأنا وحدي في الطريق؟.. أم لأنني ـ طول الوقت ـ كنت أتصنع شجاعة زائفة؟.. لقد فعلها.. مر بجانبي، تاركا خلفه قشعريرة، سكنت القلب إلى الأبد..

2010/07/10

بعد قليل..

عتمة خفيفة تتلاشى على مهل، بينما نسمة ساقعة تلمس جلدي فينكمش. أقول لنفسي: صباح الخير.. وأرد: صباح الفل.. طرقات لم تستيقظ بعد من النوم.. عربات خشبية مغطاة ببطاطين قديمة.. صوت التليفزيون ينبعث من مقهى خال من الرواد.. أفضل القعود بجوار الشباك، استقبل هواء الصباح المنعش، وفى نفس الوقت أتفرج على شرفات البيوت، والملابس المعلقة على حبال الغسيل ترقص بخفة، قبل أن تختفي. أعرف أنه بعد قليل سيتغير المشهد تماما.. سيمتلئ الجو بذرات التراب وأبواق السيارات.. ستطلع شمس حامية لا ترحم.. بعد فليل سيتوجع أناس بينما يضحك آخرون.. بعد قليل سيبدأ يوم يشبه تماما أياما كثيرة مرت من قبل.. كل ذلك سيحدث بعد قليل.. ـــــــــــــــ صباح مبكر في أوائل شهر يوليو

«45 سنة».. حب أم خيانة؟

الماضى لا يموت أبدا، فهو موجود بشكل أو بآخر، ختى وإ ن كنا لا نعى بوجوده، لكنه فى لحظة ما سيطفو على سطح الذاكرة قبل أن يختفى فى سلام، ...