2008/05/17

ربما أكون يحيي.. لكنني أخشى الاعتراف بذلك



ربما أكون يحيى.. لكنني أخشى الاعتراف بذلك




في فيلم بحب السيما، يظهر يحيى في ثلاثة كادرات فقط، ولد صغير ضئيل يركب دراجة وهو يجرى بسرعة على الشاشة خارجا من الكادر وبطل الفيلم نعيم ينظر إليه وهو يصيح: يحيى... خدنى لفة.
لكن يحيى المنطلق كسهم، لا يرد على نعيم، أو حتى يلتفت إليه، وربما لم يسمعه أيضا.. انه يحيى المنغمس في غواية الانطلاق نحو البعيد، غير آبه بأي شيء في الدنيا، سوى الهواء الذي يصطدم به.
المتفرج أيضا لن يستطيع أن يرى ملامح يحيى أو حتى يحتفظ في ذاكرته بأي شيء يميزه.. شيء واحد فقط سيتذكره المشاهد وهو الاسم: "يحيى". قائلا: نعم كان هناك ولدا ينطلق مسرعا بدراجة اسمه يحيى .
ربما كان يحيى نقطة مركزية في الفيلم، لسبب بسيط انه كان سببا في موت البطل. فلولاه لم يكن البطل لبفكر فى كسر قناعاته التى ظل يحارب من أجلها ظول الفيلم. وبسبب تلك القناعات وقع فى العديد من المشاكل، لولا يحيي ما فكر البطل فى شراء دراجة من اجل ابنه نعيم. لولا يحيى ما فكر البطل فى ان يحقق امنية نعيم.. امنية صغيرة بحجمه.. مجرد لفة بالدراجة على شاطيء راس البر.. لفة بالدراجة تدخل السرور الى قلب نعيم. لفة بالدراجة تؤدى الى موت البطل... الامر الاكثر وجعا عندما افكر مع نفسي: ماذا لو كنت انا يحيي.. ماذا لو كانت حياتي مجرد مشهد صامت لن يتذكره احد.. ياااه.. اركب دراجة واعدو مسابقا الريح فى خلفية المشهد.. جسد ضئيل لن يعلق فى ذهن احد.. امرق مسرعا دون ان احظى ـ ولو لثانية واحدة ـ بكلوز اب على وجهى.
: لصديقي أحمد شافعي قصيدة يقول فيها

ميلودراما طويلة هذه الحياة
أعطاني المخرج فيها دورا ثانويا
فلا تندهش
حيث يطرق البطل باب العالم
وتجدني ـ أنا ـ افتحه
ثم لا اظهر حتى النهاية.

هناك 9 تعليقات:

أسما عواد يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...

بوست جميل
بس فيه ناس
مش بتحصل حتى ان الناس تفتكر اسمها

كان فيه ولد ماشي بعجلة
واسمه مصطفى

تحياتي

soha zaky يقول...

طاااااااااااااااااهر
طااااااااااااهر
والله العظيم انت رائع يابنى والختمة الشريفة مش هاتصدق تقريبا كلنا شبه يحيى بس احنا مش شايفينا
احسدك على لقطك للقطة ديا
وقول لاحمد شافعى ، ان شاعر جامد قوى غصب عنه
وانا قاصة وروائية كبيرة غصب عنه برضه هههههههههههههههههه
بجد احسنت اختيار ابيات معبرة عن الحالة الرائعة التى رصدتها لنا
شكرا لك يا طاهر

readingtuesday.blogspot.com يقول...

طيب ما انا متأكد يا سهى انك كبيرة، وطبعا غصب عني، صدقيني لو أقدر كنت خليتك صغيرة بس موث بإيدي

readingtuesday.blogspot.com يقول...

متشكر جدا يا طاهر على هذه الدعاية المجانية

يوست رائع شأن كل كتاباتك

افعلها الآن وأرسل فانيليا على افيميل ... لا تدع الفرة تفوتك

readingtuesday.blogspot.com يقول...

افيميل هو الإيميل

والفرة هي التي تأتي على الكتاكيت أو الفرصة في بعض القراءات

مش لو بتعرف انجليزي كنت أعفيتني من عبء الترجمة دا

غير معرف يقول...

اسما عواد اشكرك جدا على تعليقك

مصطفى السيد سمير ايام العجلة كانت جميلة موش كده؟

سهى انت قاصة وروائية ومستنيين روايتك الجديدة ياللا شدى حيلك

احمد شاقعى انت واحشنى جدااا جدااا سلامي الى ادهم

fawest يقول...

أولا مبروك على العوده للتدوين

ثانيا يا طاهر
أنا مش خايف أنى أكون يحيى
وأطلع فى مشهد واحد فى الحياه
وطبعا هكون واحد من المتفرجين ( واحد بس) قدر يلمحنى و يعرفنى
ويقول هوا دا اللى كتب القصه الفلانيه
دى عندى بالدنيا

بس اللى خايف منه بجد شئ كنت بتحاور فيه مع أحد أصدقائى

هحاول ألخصه فى تطبيق على البوست ده

أنى من خلال كتابتى(زى ما يحيى أنطلق بدراجته)أكون مسئول عن هدايه(أو الاسوء) ضلال قارئ ما،أكون مسئول عن موت نعيم لأنه أتبع أفكارى المبثوثه فى كتاباتى

دى حاجه مرعبه جدا يا طاهر
أصبح التفكير فى تحملك لتبعات وجهه نظرك فى الحياه أشمل وأوسع عندما تغدوا كاتبا مبدعا

تتخذ من اللغه وعاء للفكر تقدمه لقارئ من المحتمل أن يموت بسببك

ــــــــــــــ
على فكره يا شافعى
مش لوحدك اللى بيدعى على سهى ويتقول
أختلفت أنواع السموم والموت واحد

أسما عواد يقول...

هاي طاهر
ازيك
انا كنت بمر مرور الكرام
يعني مرور سريع على مدونات اصحابي واستوقفني تعليق فاوست
وده كان سبب في زيارة مدونته وقد فوجئت ببوست جميل جدا
ادعوك لقراءته

http://fawest.blogspot.com/

أكتشف إن الكائن " البيتوتى" ( اللى هو أنا) تحول الى كائن " شوارعى"
(يتسلق مقاهى وسط البلد وينموا فى الندوات و يتغذى على حالات النقاش

عجبني البوست وعلى فكره انا اضطريت اني انقل تعليقه لك على البوست ده بتاعك على بوست سابق ليه هو اسمه امنيتان وصديقتان ونصيحة
عملت كوبي وبيست
يعني عملت لينك بينكم
تحياتي

«45 سنة».. حب أم خيانة؟

الماضى لا يموت أبدا، فهو موجود بشكل أو بآخر، ختى وإ ن كنا لا نعى بوجوده، لكنه فى لحظة ما سيطفو على سطح الذاكرة قبل أن يختفى فى سلام، ...