2010/07/15

وحيدا برفقته

لقد مر الموت بجواري.. فعلها بالأمس.. أحسست به وهو يحاذى خطواتي السريعة، ثم يرافقني لعدة خطوات قليلة، قبل أن يتجاوزني ويمضى.. من الوهلة الأولى أدركت انه هو.. لم يراودني شك في ذلك.. همس هاتف بداخلي: "ومن يكون سواه.. انه هو". في أحد الأفلام الأجنبية، ظهر الموت لفتاة تعانى من مرض عضال، كانت الفتاة جالسة على رمال الشاطئ تراقب الموج، وكان الموت شابا رياضيا خرج من المحيط والماء يقطر من جسده، أخبر الفتاة بالا تخاف، وان الموت مثل عبور باب، نترك خلفنا أناسا نعرفهم إلى أناس آخرين سنتعرف عليهم.. هل هو إذن بتلك السهولة؟ مجرد باب.. باب مثل باب البيت الذي نعبره كل يوم عدة مرات، مجرد خطوة واحدة تفصل بين الداخل والخارج.. بين الموت والحياة.. هل نظر إلى بطرف عينيه؟.. لا أعرف.. كل ما أعرفه تلك الرعشة التي مست قلبي.. الشهقة التي دوى صداها بداخلي، ذلك الخوف الذي سكنني قبل أن يختفي.. كنت اعتقد دوما أنني ـ عندما أقابله ـ سأكون أكثر شجاعة، فلماذا خفت إذن؟.. هل لأنه اختار مكان اللقاء بعناية فائقة.. حيث عتمة خفيفة، وصمت يلف المكان، وأنا وحدي في الطريق؟.. أم لأنني ـ طول الوقت ـ كنت أتصنع شجاعة زائفة؟.. لقد فعلها.. مر بجانبي، تاركا خلفه قشعريرة، سكنت القلب إلى الأبد..

ليست هناك تعليقات:

«45 سنة».. حب أم خيانة؟

الماضى لا يموت أبدا، فهو موجود بشكل أو بآخر، ختى وإ ن كنا لا نعى بوجوده، لكنه فى لحظة ما سيطفو على سطح الذاكرة قبل أن يختفى فى سلام، ...