2011/06/15

صباح جديد



استيقظ الولد مبكرا على غير العادة..
فتح عينيه بسهولة ويسر، عتمة خفيفة تلفه برفق، وتحث الروح على الدخول في مرحلة من التأمل والتفكير، يأتيه صوت ديك متقطع، بعيد بعض الشيء عن أذنيه لكنه واضح، ديك يسكن إحدى الشرفات ويراقب شارع خال من المارة بينما يجرب صوته بكل حرية.. العصافير تمارس أيضا غنائها الخاص، أعداد كبيرة تسكن شجيرات مدخل العمارة، ما أن ترتفع يد المايسترو في الهواء، حتى تبدأ موسيقاها في صعود السلالم والتسرب إلى الشقق الناعسة.
بينما ضوء خفيف يتسرب ببطء من شباك المطبخ، يتسرب على مهل وبخجل، راسما على بلاط باب المطبخ لونا باهتا يقترب من الدخول في مرحلة البياض الناصع، وتزداد مساحته بمرور الوقت..
لم يستطع الولد صيد أي فكرة أو حتى إقناعها بمجرد حديث عابر لدقائق.. " يبدو أنني صرت صيادا عجوزا" هكذا قال الولد في نفسه، وقرر أن يجرب بعض الألاعيب الذهنية لتمضية الوقت، بينما يراقب انحسار العتمة من حوله، لكن دماغه لم يطاوعه واستسلم لحالة من الحياد التام تجاه أي شيء.
بسرعة توقفت العصافير وتلاشى صوتها، إلا من ثلاثة أو أربعة ظلت تعزف بشكل منفرد.. بعدها نبتت أصوات أقدام في الشارع، أحذية ثقيلة تمشى ببطء وهى تضغط على رمل الطريق بقوة، تبعها أصوات صنابير مياه وأبواب شقق تغلق وأقدام تنزل السلم مسرعة وموتور سيارة يهدر لبعض الوقت قبل أن تنطلق..
قال الولد في نفسه: " أيهما أفضل، الشاي بالقرنفل أم القهوة". وظل لفترة طويلة يفكر: هل يبدأ صباحه برائحة القهوة أم برائحة القرنفل..

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

ابداع فى وصف وقت الصبحية اللى بعشقو ونفسى ف يوم كدة اصحا بدرى وافضل ف البيت ما انزلش واعيشو تانى لانى سيبت الاحساس دة من سنييييين
وجميلة حتة الالاعيب الذهنية دى
الافكار المنسية دى المسترسلة بس الواحد مبيهتمش يعبر عنها
بيعبر عن الافكار والمشاعر اللى معتقد ان هيا دى اللى تتكتب
شوية بشوية بقت مواضيع مكررة
فجيل الشباب نفض الغبار عن الافكار المنسية اللى محدش بيتناولها خالص ف كتاباتو
زى حكايت سرحان البنى ادم مع نفسو وحكايت الرياضة الذهنية
انا شايفة القصة دى مفعمة بالافكار المنسية دى وبتديها الحياه

روعة

(فراشة منايرية)

Unknown يقول...

لحظات الصباح البكرة ساحرة وفاتنةايضا..
شكراااااا لمتابعتك لمدونتى

«45 سنة».. حب أم خيانة؟

الماضى لا يموت أبدا، فهو موجود بشكل أو بآخر، ختى وإ ن كنا لا نعى بوجوده، لكنه فى لحظة ما سيطفو على سطح الذاكرة قبل أن يختفى فى سلام، ...